تدريب الاطفال على الصوم ، اهمية الصوم للطفل


تدريب الاطفال على الصوم - نصائح طبية وتغذية صحية - صيام الطفل في السنة الاولى - الصوم

تدريب الاطفال على الصوم ، اهمية الصوم للطفل Get?op=GET_NEWS_IMAGE&name=news1093353
ريم سليمان – سبق – جدة: حل علينا هذه الأيام ضيف عزيز، نحتفي به ونفرح كثيراً عند قدومه، لكل منا ذكرياته الجميلة والطريفة التي ارتبطت بصيام أول يوم في حياته.

وإذا كان الصيام رحلة روحانية ينبغي شرحها للصغار، فإن ذكريات الطفولة مع رمضان مرتبطة بمواقف قد تكون طريفة وقد تكون محرجة، وقد تكون ذكرياتنا مع الشهر الكريم أبلغ وأجمل من أن تدون ..فما هي ذكريات أطفالنا مع رمضان، وخصوصاً أول يوم صيام.

وقبل أن يدخل الأطفال في زمرة الكبار، ويصوموا شهر رمضان للمرة الأولى، ينبغي على أولياء الأمور استشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود أي أمراض لديهم، حتى إذا لم تكن أعراضها ظاهرة.

تقول "شهد 9 سنوات" إنها حظيت باهتمام خاص من والديها وعائلتها في أول يوم صيام كامل في حياتها، وإن أختها الأصغر منها تحاول تقليدها، كما أن والدتها أعدت لها أطباقاً خاصة بهذه المناسبة مثل الشربة التي تحبها كثيراً والقطايف والحلويات، وكانت فرحتها غامرة بهذه المناسبة بعد صيامها ليوم طويل دون تناول أي شيء، وأضافت أن والدها وعدها بهدية قيمة لو أكملت صيام شهر رمضان.

أما "غزل 10 سنوات"، فرأت أن تجربة الصيام لأول مرة متعبة لكن لها طعم خاص ولاسيما في وقت الإفطار. وقالت إن أمها قامت بتشجيعها عن طريق تقديم بعض القصص الممتعة لها، كما قرأت القرآن مع والديها، وعبرت عن سعادتها الغامرة وأنها لا يمكن أن تنسى هذا اليوم من حياتها أبداً..

وتحدثت "نور 8 سنوات" عن تجربتها في الصيام لأول مرة بأنها كانت مرهقة بعض الشيء، وأنها شعرت بالعطش الشديد، إلا أن والدتها شجعتها كثيراً ووعدتها بإعداد الأكلات المفضلة لديها مثل الملوخية والمكرونة، كما سمحت لها أمها بدعوة جميع صديقاتها من أجل الإفطار معها كاحتفال جماعي لقيامها بهذه الخطوة المهمة بالنسبة لأغلب الأطفال.


تعود وتدريب
في البداية أكد استشاري الأطفال ورئيس قسم الأطفال في مستشفى عرفان العام الدكتور ضياء الدين أيوب أنه لا يوجد سن محدد لصيام الطفل، ولكن الأمر يتوقف على تدريبه منذ الصغر، فيجب على الأهل تعويد الطفل على الصيام تدريجياً، بداية من سن سبع سنوات إلى أن يصبح قادراً على صيام رمضان كاملاً بداية من سن عشر سنوات إلى اثنتي عشر عاماً.

وقال إنه ينبغي على الأم تنظيم وجبات طفلها في رمضان عن طريق تعويده على الصيام تدريجياً بمصطلح "صيام العصفورة"، بمعنى أن يصوم الطفل في أول رمضان حتى آذان الظهر، ثم بعد ذلك إلى آذان العصر إلى أن يصل إلى صيام اليوم كاملاً.


زيادة السوائل
وأضاف أن الطفل يحتاج في وجبة الإفطار إلى زيادة كمية السوائل التي يتناولها، بالإضافة إلى احتواء وجبة الإفطار على العناصر الغذائية الهامة مثل الكربوهيدرات، والبروتينات وأحياناً يحتاج الطفل لوجبة إضافية قبل السحور.

وفيما يتعلق بالأمراض التي تمنع الطفل من الصيام، أفاد الدكتور أيوب بأن هناك بعض الأمراض المانعة للصوم ومنها، السكر لأنه مرض يستوجب تناول كميات كثيرة من المياه، كما أن الطفل يحتاج إلى تناول وجبات بعد أخذه لجرعة الأنسولين، وأمراض القلب، الأمراض الوراثية ولاسيما من يعانون من نقص في كمية الأكسجين لا يسمح لهم بالصوم، ومرضى الأنيميا المنجلية؛ لأن عدم تناولهم للمياه في فترة الصوم يؤدي لمضاعفة شعورهم بالألم، سرطان الدم، أمراض تليف الرئة، والأمراض المزمنة.

وبصفة عامة فإن الأصحاء يصومون رمضان والمرضى يراجعون الطبيب المختص لاستشارته في صيام رمضان.

وأشار إلى أنه لا يوجد أي مانع من ممارسة الطفل لنشاطه اليومي من ألعاب وممارسة للرياضة؛ لأن الطفل وحده الذي يحدد ما النشاط الذي يرهقه فلا يمارسه.


نصائح للأمهات
وقدم استشاري الأطفال مجموعة من النصائح للأمهات في رمضان، منها ترغيب الأبناء في الصوم منذ الصغر حتى لا يشعر الطفل بالجوع، ويفضل عدم لعب الأطفال خارج المنزل حتى لا يتعرض لحرارة الشمس، وترك الأم طفلها يمارس أنشطته بحرية، وتسلية الطفل أثناء الصيام بقراءة القصص الدينية أو قراءة القرآن، ويفضل التدرج في تقديم أطباق الإفطار له ولا يجب أن نتركه بمفرده ليتناول الوجبة دفعة واحدة؛ لأن هذا ينجم عنه معاناته من اضطرابات معوية، مع تشجيعه على تناول الماء والعصائر ما بين وجبتي الإفطار والسحور؛ لتعويض ما فقده من سوائل خلال يوم طويل وحافل.


طرق التغذية الصحية
من جانبها شددت اختصاصية التغذية بالمركز السعودي الصيني نبيلة عزب، على أهمية الاهتمام بتغذية الطفل الصائم في رمضان، "من خلال التركيز على تناول السكريات مثل التمر لمنح الطفل الطاقة، والبدء بالمشروبات الساخنة لتهيئة المعدة للطعام، والتقليل من الأطعمة الدسمة والمقليات والأطعمة التي تحتوي على كمية من الدهون، وتقسيم الوجبات من بعد الإفطار وحتى السحور إلى ثلاث أو أربع وجبات، وتناول الطفل على الإفطار التمر والشوربة، وبعد الإفطار بساعتين يتناول الطفل وجبة تشمل اللحوم والخضار، أما الساعة 12 ليلاً فيتناول الطفل سلطة فواكه وكوب عصير وتوضع المكسرات على الفاكهة لإضافة قيمة غذائية عالية، وتحفيزه على تناول السلطة لارتفاع قيمتها الغذائية وقطع دجاج مشوي، مع إضافة ذرة أو فاصوليا حمراء لتحقيق قيمة غذائية عالية، ويجب أن يحتوي السحور على النشويات والكالسيوم مثل الخبز والأرز والزبادي، وتناول خمس حبات تمر قبل الفجر".

وأضافت عزب: "يجب التركيز على السوائل؛ لأنها مصدر الفيتامينات، والاهتمام بتناول الطفل للعصائر الطبيعية الطازجة والابتعاد نهائياً عن الأطعمة المعلبة، وعقب الإفطار لا ينصح بتناول كميات كبيرة من الماء حتى لا ترهق المعدة، ولا بد أن تراعي الأم التنوع في طريقة طهي الوجبات؛ حتى لا يمل الطفل، ويجب أن يتعلم الطفل من خلال الصيام السلوك الغذائي السليم والابتعاد عن الإسراف في تناول الطعام"