وَدّعَ القَلْبُ عِشَقَهُ وَحَنِينَه

وَبَكَى وَاسْتَتَابَ نَفْسًا حَزِينَهْ

وَطَوى وَانْطَوى عَلىَ كُلَّ ذِكْرَى
يَسألُ اللهَ فِي الهُدَى أَنْ يُعينَهْ
عِندمَا هَلَّ في السَّماءِ هِلال

بَعْدَ شَعْبَان أنّ فيهِ أَنينَهْ

هَجَرَتْ رُوحُهُ مُعانقَةَ الوَر

دِ وَأَلْوَى عن الوُرُودِ جَبِينَهْ

بعدَ أَنْ هامَ في الوُرُودِ طَوِيلاً

وَتَغَنَّى لمُقْلَتَيْهَا عُيونَهْ

عَاوَدَتْهُ الهُمُومُ فَاسْتَمْطَرَ الدَّمـْ

ـعَ وَأَدْمَى خُدُودَهُ وجُفُونَهْ

آبَ وَالمُوبِقَاتُ حَوْلَ مُصَلاّ

هُ وألقَى غَرَامَهُ وشُجُونَهْ

رَبَّ إِنَّ الهَوَى ودارَ المَعَاصِي
قَتَلا طُهْرَهُ وَغَالاه ُدِينَهْ
وَدمِاءُ التَّوحِيدِ في كُلَّ قُطْرٍ
أَذْهَلَتْ رُشْدَهُ وَأْفنَتْ فُنونَهْ
كَبَّلتهُ القيودُ عن نُصْرَةِ الحَــقْ

وَتَاهَتْ مَعَ الشَّـراعِ السَّفينـَةْ

يَا إلهي عَلِمْتَ مَا كانَ مِنَّى
فامحُ واغْفِرْ لي الرَّزَايَا المُشينَةْ
يَا إلهِي رَجَعْتُ فاسْتُرْ وَهْبنِي

من هُدَاك الهُدَى وَعَيْنَاً أَمِينَةْ

عَبْدُكَ الآبِقُ الجَحُودُ تَرَدّى
هَتَكَ السَّتْرَ وَاسْتَباحَ السَّكيِنَةْ
وأتَى حَامِلاً سِجِلَّ خَطَايَا

شَهِدَ الكَوْنُ حُبَّهُ وجُنُونَهْ

وعلى عَهْدِكَ الوَفِيِّ سَيَبْقَى
وَسَيُحْييِ إيمَانَهُ وَيَقيِنَهْ
فَأدِمْ حُلّةً خَلَعْتَ عَليْهِ
مِنْ عَطَايَاكَ لا تُخَّيبْ ظُنونَهْ
رَبِّ واحْرُسْ إيمَانَهُ بِكَ رَبّْاً
وإلهَاً يَا ذَا الصَّفَاتِ الحَنُونَةْ
كَيْفَ بِالصَّائِمِ الذِي هَجرَ النَّوْ
مَ وَفِي قَلْبِهِ النَّوايَا لعَيِنَهْ
نَفْسُ عَوْداً إلى السُّرَى فالدَّيَاجِي
والمَحَارِيبُ مَانِعَاتٌ حَصِينَةْ
مَوْسِمٌ تَحْصُدُ الذُّنُوبَ لَيَاليـ

ـهِ وتَزْهُو بِهِ القُرَى والمَدِينَة