قُلْ للسَّحَابِ المُثْقَلاتِ الهُطَّلِ
لُميَّ جَناحَكِ فِي الزَّمَالكِ وَانْزِلِي
زُورِي بِمَاءِ الحُبَّ دَارَاً حَلَّهَا
مُضْنَىً يُعَذَِّبُهُ النَّوَى " عَبْدُ الوَلِي"
زُورِي بِأمْوُاهِ الحَيَاةِ وأُنْسِهَا
رَجُلاً تَجرَّعَ فيكِ طَعْمَ الحَنْظَلِ
زُورِي قُبَيْلَ الفُجْرِ زَوْرَةَ عَاشِقٍ
مُتَنَكِّرٍ فِي ثَوْبِهِ مُتَسَلَّلِ
ضُمِّي بِأَذْرُعةِ الحَنَانِ وَلُطْفِهَا
يا سُحْبُ أَنْفَاسَ الصّبَا وَتَجَمَِّلي
يَا سُحْبُ لِي قَلْبٌ تَجَاذَبَهُ الهْوَى
وَهُمُومُ لَيْلٍ كَالمَغَارَةِ أَلْيَلِ
أَحْرَقْتُ حُبَّ الفَاتِنَاتِ وَعَيْشَهَا
وَذَبَحْتُ فِي "يَافَا" غَرَامَ تَغَزُّلِي
يَا لَيْلُ وَالأَطْفَالُ مِنْ أَبْنَائِنَا
أَسْرَى وَأَشْلاءٌ تُبَادُ وَتَصْطَلِي
ذَابَتْ نُجُومُ الحَالِكَاتِ قَنَابِلاً
وَالبَدْرُ مِصْبَاحُ القُلُوبِ الثُّكَّلِ
الفُلُّ وَالزَّيْتُونُ مَحْرَقَةُ الفنا
وَالوَرْدُ أَصْبَحَ مِثْلَ حَبِّ الفُلْفُلِ
هَيْهَاتَ أَشْتَاقُ المِلاَحَ صَبَابَةً
مِنْ بَعْدِ أَنْ حَمَلُوا السِّلاحَ لِمَقْتَلي
يَا سُحْبُ أَجْنِحَةُ الفَؤَادِ تَكَسَّرَتْ
ومجاد ف الكَلِمَاتِ لَمْ تَتَحَمَّلِ
يَا مُهْجَةَ الشَّمْسِ المُنِيرةِ أَشْرِقِي
وَبِكُلِّ أَجْيَالِ الفِدَاءِ تَكَلَّلِيِ