بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله. نحمده و نستعينه و نستغفره. و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلن تجد له وليا مرشدا.

أما بعد

إخواني و أخواتي

هذه رسالة مفتوحة لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد
و بعد

حذاري حذاري لكل من يزدري البشرة الداكنة

قال الله تعالى:

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُون

فما هو هذا الحمإ الذي خلق ربنا أبونا آدم منه؟

قال القرطبي: والحمأ: الطين الأسود
قالا السيوطي و المحلي: (من حمأ) طين أسود
قال الطبري: وأما قوله "من حمإ مسنون" فإن الحمأ : جمع حمأة ، وهو الطين المتغير إلى السواد
قال الشوكاني: والحمأ: الطين الأسود المتغير. أو الطين الأسود من غير تقييد بالمتغير
قال البيضاوي: " من حمإ" طين تغير واسود من طول محاورة الماء
قال البغوي: "من حمإ"، والحمأ: الطين الأسود
و قال أيضا: وفي بعض الآثار: إن الله عز وجل خمر طينة آدم وتركه حتى صار متغيرا أسود، ثم خلق منه آدم عليه السلام
قال ابن القيم: لما اقتضى كمال الرب تعالى جل جلاله وقدرته التامة وعلمه المحيط ومشيئته النافذة وحكمته البالغة تنويع خلقه من المواد المتباينة وإنشاءهم من الصور المختلفة والتباين العظيم بينهم في المواد والصور والصفات والهيئات والأشكال والطبائع والقوى اقتضت حكمته أن أخذ من الأرض قبضة من التراب ثم ألقى عليها الماء فصارت مثل الحمأ المسنون ثم أرسل عليها الريح فجففها حتى صارت صلصالا كالفخار ثم قدر لها الأعضاء والمنافذ والأوصال والرطوبات وصورها فأبدع في تصويرها وأظهرها في أحسن الأشكال وفصلها أحسن تفصيل مع اتصال أجزائها وهيأ كل جزء منها لما يراد منه وقدَّره لما خلق له عن أبلغ الوجوه ففصَّلها في توصيلها وأبدع في تصويرها وتشكيلها

ثم

حذاري حذاري لكل من يزدري دكنة ألوان العرب الأصليين – ألوان قوم خاتم النبييين
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:

أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب

قال يحي بن أبي بكر محمد بن يحي العامري الحرضي اليماني في كتابه بهجة المحافل وبغية الأماثل في تلخيص السير والمعجزات والشمائل: "وأما عبد المطلب واسمه شيبة الحمد وقيل عامر وعاش مائة وأربعين سنة سمي عبد المطلب لأن أباه هاشما توفي وهو صغير فغلبت عليه أمه سلمى الانصارية النجارية بالمدينة فلما شب وترعرع ذهب له عمه المطلب بن عبد مناف فقدم به مكة مردفه خلفه وكان آدم اللون فقال الناس عبد المطلب فلزمه ذلك."

ملحوظة:
آدم اللون أي أسود اللون. قال الثعالبي في كتابه فقه اللغة:

فإنْ زَادَ سَوَادُهُ (أي سواد الإنسان) عَلَى السُّمْرَةِ فَهُوَ آدَمُ

ثم

حذاري حذاري لكل من يتجاهل هذه الأقوال التالية من علماءنا الأجلاء:

قال المبرد: العرب كانت تفتخر بالسمرة و السواد و كانت تكره الحمرة و الشقرة و تقول انها من ألوان العجم

قال ابن بري: العرب‏ ‏تصف‏ ألوانها ‏بالسواد‏ ‏و‏ ‏تصف‏ ‏ألوان‏ ‏العجم‏ ‏بالحمرة

قال ابن سيده: ... فهم عرب، وألوانهم الأدمة والسمرة والسواد

قال ‏أبو‏ ‏طالب‏ ‏النحوي:‏ ... ‏و‏ ‏قيل‏ ‏أراد‏‏ ‏أنه‏ ‏من‏ ‏خالص‏ ‏العرب‏ ‏و‏ ‏صميمهم‏ ‏لأن‏ ‏الغالب‏ ‏على‏ ‏ألوان‏ ‏العرب‏ ‏الأدمة

قال‏ ‏ابن‏ ‏منظور:‏ ‏ألوان‏ ‏العرب‏ ‏السمرة‏ ‏و‏ ‏الأدمة‏ ‏الا ‏قليلا

قال محمد بن أحمد الأزهري (صاحب التهذيب): ‏الغالب‏ ‏على‏ ‏ألوان‏ ‏العرب‏ ‏الأدمة‏

ثم

حذاري حذاري لكل من يحاول أن يطمس آثار الغنم السود, أي العرب السود, و أن يقلب الأمور أسفلها أعلاها في محاولتهم لجعل العرب السود دخلاء في جزيرتهم العربية و جعل العرب الحمر هم الأصل.

و ما أدراك من هم الغنم السود

عن زيد بن أسلم عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال قال النبي حذاري حذاري  Sala: رأيت غنما كثيرة سوداء دخلت فيها غنم كثيرة بيض قالوا فما أولته يا رسول الله قال العجم يشركونكم في دينكم وأنسابكم قالوا العجم يا رسول الله قال لو كان الإيمان معلقا بالثريا لناله رجال من العجم وأسعدهم به الناس.

عن عمر بن شرحبيل قال ‏"‏قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ‏رأيتني أردفت غنم سود ثم أردفتها غنم بيض حتى ما ترى السود فيها فقال أبو بكر يا رسول الله أما الغنم السود فانها العرب يسلمون و يكثرون و الغنم البيض الأعاجم يسلمون حتى لا يرى العرب فيهم من كثرتهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كذلك عبرها الملك سحرا‏"‏.

ذكر الأصمعي عن ذي الرمة، قال: رأيت عبدا أسود لبني أسد قدم علينا من شق اليمامة، وكان وحشيا لطول تعزبه في الإبل، وربما كان لقي الأكرة فلا يفهم عنهم ولا يستطيع إفهامهم، فلما رآني سكن إلي، ثم قال لي: يا غيلان، لعن الله بلادا ليس فيها عربي وقاتل الله الشاعر حيث يقول: حر الثرى مستغرب التراب و ما رأيت هذه العرب في جميع الناس إلا مقدار القرحة في جلد الفرس، ولولا أن الله رق عليهم فجعلهم في حشاه؛ لطمست هذه العجمان آثارهم .

نبذة عن ذي الرمة: اسمه غيلان بن عقبة بن بهيش بن مسعود بن حارثة بن عمرو بن ربيعة بن ملكان. من بني عبد مناة بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر، أبو الحارث، أحد فحول الشعراء. وُلد ذو الرمة سنة 77هـ/696م، بصحراء الدهناء بالقرب من بادية اليمامة، لأم من بني أسد تسمى ظبية. قال ابن كثير: "وكان هو (ذو الرمة) دميم الخلق أسود اللون."

ثم

حذاري حذاري لكل من يعتقد في صميم قلبه أن لونه الفاتح خير من أدمة (آدم اللون) من خلقه أحسن الخالقين بيديه

قال ابن قتيبة في كتابه المعارف:

"كان آدم أمرد، و إنما نبتت اللحى لولده من بعده، و كان طوالاً، كثير الشعر، جعداً آدم، أجمل البرية."
عَنْ أبي بن كعب قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كَانَ آدَمُ رَجُلًا طِوَالًا كَأَنَّهُ نَخْلَةٌ سَحُوقٌ ، جَعْدُ شَعْرِ الرَّأْسِ .

عن بن جريج قال حدثت عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه و سلم قال كان آدم رجلا أشعر طوالا آدم كأنه نخلة سحوق.

ثم

حذاري حذاري لكل من قلّد إبليس في قوله "أنا خير منه" حين خلق الله أبونا آدم من طين أسود
قال الله تعالى:

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُون وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُوم وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِين

ثم

حذاري حذاري لكل من كان من الغاوين - الذين قد وعد إبليس أن يغويهم إلى يوم الدين
أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم. و صلى الله على نبينا محمد. و على آله و صحبه أجمعين.