الجماعة عالم متمسك بالسنة وإن خالفه من فى الأرض




عن عمرو بن ميمون الأودي: قال قدم علينا معاذ بن جبل على عهد رسول الله النصائح السلفية لمدرسة الإسكندرية  Sala فوقع حبه فى قلبي، فلزمته حتى واريته فى التراب بالشام، ثم لزمت أفقه الناس بعده عبد الله بن مسعود فذُكِرَ يوماً عنده تأخيرُ الصلاة عن وقتها فقال: "صلوا فى بيوتكم واجعلوا صلاتكم معهم سبحة" فقلت له: وكيف لنا بالجماعة؟ فقال لي: "يا عمرو بن ميمون إن جمهور الجماعة هي التي تفارق الجماعة، إنما الجماعة ما وافق طاعة الله وإن كنت وحدك". أخرجه اللالكائي فى شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (ص160) وصححه الألباني فى تخريج مشكاة المصابيح (1/61).

قال أبو شامة: "وحيث جاء الأمر بلزوم الجماعة؛ فالمراد به لزوم الحق واتِّباعُه وإن كان المتمسك به قليلاً والمخالف كثيراً؛ لأن الحق الذي كانت عليه الجماعة الأولى من النبي النصائح السلفية لمدرسة الإسكندرية  Sala وأصحابه رضي الله عنهم ولا نظر إلى كثرة أهل الباطل". ["الباعث على إنكار البدع والحوادث" (ص:22)].

وقال إسحاق بن راهويه رحمه الله: "لو سألت الجهال عن السواد الأعظم لقالوا: "جماعة الناس"، ولا يعلمون أن الجماعة عالم متمسك بأثر النبي النصائح السلفية لمدرسة الإسكندرية  Sala وطريقِهِ فمَن كان معه وتبعه فهو الجماعة" أخرجه أبو نعيم فى الحلية (9/239).

قال الشاطبي رحمه الله: "فانظر حكايته تتبين غلط مَن ظن أن الجماعة هي جماعة الناس وإن لم يكن فيهم عالم، وهو فهم العوام لا فهم العلماء، فليُثَبِّت المُوَفَّقُ فى هذه المزلة قدمَه لئلا يضل عن سواء السبيل، ولا توفيق إلا بالله". [الاعتصام: (2/267)].

وقال ابن القيم رحمه الله فى إغاثة اللهفان (1/70):
وكان محمد بن أسلم الطوسي الإمام المتفق على إمامته مع رتبته أتبعَ الناس للسنة فى زمانه حتى قال: "ما بلغني سنة عن رسول الله إلا عملت بها ولقد حرصت على أن أطوف بالبيت راكباً فما مكنت من ذلك"
فسئل بعض أهل العلم فى زمانه عن السواد الأعظم الذين جاء فيهم الحديث: "إذا اختلف الناس فعليكم بالسواد الأعظم"، فقال: محمد بن أسلم الطوسي هو السواد الأعظم.

وصدق والله فإن العصر إذا كان فيه عارف بالسنة داع إليها فهو الحجة وهو الإجماع وهو السواد الأعظم وهو سبيل المؤمنين التي مَن فارقها واتبع سواها ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيرا.

ونستكمل بالمرة القادمة إن شاء الله تعالى لعلَّ الأعمى يستبصر الطريق ويهتدي بهدى الله تعالى