كان للمخزن الذي يحتل مساحة كبيره في ملحق الدار مفتاح واحد بمعيته ولم يكن لينقطع يوما من أن يعوده

ولم تفلح زوجته في ثنيه عن تلك العادة التي اصبحت شبه يوميه بل ولم تعد تناقشه في هذا الأمر لأنها أصبحت

تعئ أن تلك المنطقه مقدسه لا يمكن الثرثرة عند هيبة حرمتها .

لم يكن مخزنا للكراكيب والقديم من السلع بل كان مستودعا للذكريات , لقد جمع كل مايخص والديه هنا وكان

يجد روحيهما تملأ المكان وتفيض لتصل له تسامره وتعيش معه يعطيها حنينا وتعطيه شوق

هنا لوحة الموناليزا مهترئه نفر جزء منها من الأطار هي من مقتنيات امه ، نصف أبتسامه هي الحياة ذاتها

لا يمكن له أن يبتسم بكامل الفرح وروحه تناجي الحزن كل يوم ولا يمكن له محو تلك الذكريات كي يقال عنه

متفائل أنهم يسكنونه كما يسكن الوطن الغريب وهو له فاقد .

قبر الذكريات كان يخصه فقط يجلس على أريكة بهت لونها كانت بصدارة صالون والده الذي يلتقي به الأصحاب

تذرف عيونه الدمع ينفث دخان سيكارة تلو اخرى , هنا فقط يستطيع الشكوى والنجوى ويزيح عن قلبه هما لم


يك ليسمعه سواهم و بعد حين كان يعاود الحياة يلعب مع اطفاله في حديقة الدار ويغازل زوجته ويعينها في مسؤوليتها



يخرج للتسوق ويتصل بأصدقائه هو يرسم السعاده في قلوب من يحب لعله سيكون يوما ما محطه في ذلك القبو من ارواحهم

يذكرونه ويحترمون ذكراه ويترحمون عليه .

كلنا في دواخلنا قبو للحزن والذكريات لا نسمح لغيرنا بولوجه وحتى لو سمحنا يكون في زاويه خاصه لا تكون


منغصا للأخرين ذكرياتنا نخص لها بعض الوقت لا كامله ومشاعرنا الأليمه نركنها بحيث لا تزعج الأخرين
اللذين حتى لو راؤؤا تلك الزاويه احترموها