لألم الذي نشعر به
انكسار القشرة التي تغلف إدراكاتنا ،
وكما أن قشة النواة الصلة يجب أن تتحطم
حتى يبرز قلبها من ظلمة الأرض إلى نور الشمس ،
فالآلام قشورنا
قبل أن نتعرف على معنى الحياة ،
لأننا لو استطعنا أن نعير عجائب حياتنا اليومية
حقها من التأمل والتفكير والتفسير
لما كنا نرى الآلام أقل غرابة
من الأفراح ,
ولكنا نتقبل فصول قلوبنا كما قبلنا على مدى
حياتنا الفصول التي مرت عليها،
نترقب ونتأمل
بهدوء وسكون كل شتاء الآلام والأحزان ،
فنحن مخيرون في الكثير من آلامنا ،
وهذا الكثير :
هو الجرعة الشديدة المرارة التي بواسطتها
يشفي الطبيب الحكيم الساهر في أعماقنا أسقام
نفوسنا المتعبة ،
فعلينا أن نؤمن بطبيب انفسنا ونثق بما يصفه لنا
من الدواء الشافي ،
نتناول جرعاته المرة بسكينة وطمأنينة ،

لأن يمينه وإن بدت لنا ثقيلة قاسية ،
فهي تتحك مقاده بيمين غير المنظور اللطيفة
والكأس التي يقدمها لنا وإن أحرقت شفاهنا ،
فهي مصنوعة من الطين الذي جلبه يدي
الخزاف الأزلي بدموعه, ؟