السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد ..
البعض منا لربما وقف على هذه الشذرات والعظات التاريخية :

(( 1 ))

ُجلد الإمام أحمد و سُكب الماء والملح على جروحه حتى
أغشي عليه فلما أفاق
عفا عمن جلده ..


(( 2 ))

صُلب الإمام مالك وشدُ على خشبة حتى
انخلعت كتفيه فلما أفاق عفا عمن ضربه ..

(( 3 ))

طُرد عليه الصلاة والسلام من مكة فلما
دخلها قال اذهبوا فأنتم الطُلقاء ..

يا تُرى
أمثال هؤلاء وغيرهم ممن يكظمون غيظهم ويعفون ويصفحون
عمن أذاقوهم الويل والويلات وأساءوا إليهم بالقول أو الفعل
لا يمكلون قلوباً واعية ..؟؟!!

أتراهم لا يشعرون بمرارة الظلم ..؟؟!!
أم أن أفئدتهم خلقت من الصخر لا تعي ولا تُحس ..؟؟!!
أم أنهم ضعاف الشخصية والنفوس ولا يملكون من
القوة والبأس ما يمكنهم من أسترداد حقهم بأي طريقة هي كانت ..؟؟!
أم أنهم أحتسبوا الأجر والثواب من الفرد الأحد الذي لا يموت ..
أم أنهم ممن تحقق فيهم قوله عز وجل:
( والكاظكين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) ..
أم أنهم أدركوا بحكمتهم أن الحياة لا تستحق أن
نضيعها في خصومات وعداوات لا تزيد القلب إلا مراراة وندامة وقسوة ..

أخي / أختي

لماذا لا نصفح عمن أساء في حقنا ..؟؟!!
لماذا نجعل الشيطان يسطير علينا وينفخ هو واعوانه في أوردتنا ..؟؟
لماذا لا نجعل من الأعياد مواسم لرأب الصدوع وإزالة الشوائب من النفوس ..

أخي / أختي

ان الحلم والعفو وكظم الغيظ هي من
سمات النبل، وسمو الخلق، ودواعي العزة والكرامة ..

وتذكر يرجمني ويرحمك الله أنه كلما عظم الإنسان قدرا
كرمت أخلاقه، وسمت نفسه، عن مجاراة السفهاء
في جهالاتهم وطيشهم وسوء طباعهم ..

أخي / أختي
طهر قلبك .. سامح ..
واعفو واهتدي بمحمد صل الله عليه وسلم
وتذكر .. ليس الواصل بالمكافئ
واليوم هنا وغدا هناك