[size=32][size=24]ستنسدل هذه الليالي بعتمتها
ويهبط الغيم الثقيل به ودق
ليفترش طرف الرصيف
ويبدأ السيل الحنون يمشي على وجعِ الطريق
يمسحُ على قلبِ الفقير
ويصافحُ الدمعاتَ ثكلى على وجهِ اليتيم
ومن عيونِ الناس تعبٌ ينهمر
وكفّ السماءِ تربّت على أكتافِ أيامٍ نمتْ وتنعمت بظلالنا ثم تيّبست
وتعلقت بجلابيبِ عام مضى

عامٌ وافاهُ الأجل
عامٌ عنّا قد رحل
يرفعُ قبعة الوداعِ ملوحًا هذا أنا
هذي تفاصيلُ الشهورِ أجرها على مضض
أزمّ أطرافي وأشد خاصرة الرحيل
نحنُ أعوامٌ خلت وهذا عامٌ قد أتى

أهلا غدًا
أهلًا بضيفٍ قادم
أهلا بعامٍ مورقٍ وحضوره فينا وجب

هذي السعادةُ شامخة في قلبِ غد
والأمل الجميل في عروقِ العامِ يجري باغتباط
ينفرج صدر السماءِ معانِقًا
والمطر من بين أضلاع الغمام قد صار يهمي
فتزهر الأرض اليباب وترتفع أشجارنا وتصير غاب
وقوس من الألوانِ يمد عنقه نحو الأفق
وعلى ضفافِ الأنس نغرس بذرنا
وشيئًا من أمانينا قد صار زهر
نسقيها جهد وابتهال
نرسلها يحدوها الرجاء

ربّي استجب؛ لـ ( همهمة الدعوات التي تشق الظلام تصعد في ارتياب )

ربّي استجب؛ قد راح عام
غاصت به ذكرياتُ عام تلوا عام
فامنن علينا بسلوةٍ لينبسط وجه الفؤاد


ربّي استجب؛ قد جاء عام

وفينا شيء موجع مازال يرتقب الحياة
فارسل عليه سطوتك لنقول : مـات!
مات الوجع !

وهذي أكاليلُ البياضِ تزفنا
لعام له حظ جميل وفرح بين يديه ينمو يُعانق به صدر السحاب
عام تُزهر في عينيه فتاة لاتخشى الحب تمضي تحيك من ابتسامتها وشاح دفء
عام تمتد أيامه سلّما نحو السماء نقترب من الله ويقرُب منّا

كلّ عام وأنتم بخير

[/size][/size]