احذر من اوكسجين الانترنيت Su0A82A


كما نتنفس نحن الأكسجين ، و كما تتنفس النباتات ثاني أكسيد الكربون ، فإنّ الكثير من الجمادات من حولنا تتنفس أشياء لا نشعر بها .. و أبرز تلك الأشياء هي الإنترنت و بالأخص مواقع التواصل الاجتماعي " كالفيسبوك " على سبيل المثال ، و هو محور حديثنا اليوم ... فالإنترنت و الفيسبوك يتنفسان أيضاً .. و لكن ماذا ؟


قد يتبادر إلى أذهانكم بأنّ مسٌّ من الجنون قد أصابني .. إلا أنني لن أرُدّ على هذا ، بل أنتم ستستشفون مقصدي بعد الإفراغ من قراءة هذا المقال . لنعُد إلى حديثنا الآن و سأجيبكم عن سؤال " ماذا يتنفس الإنترنت ؟؟ " و ستكون إجابتي هي الوقت .. نعم لا تعتقدوا أصدقائي أنّ الانترنت و الفيسبوك يعيشان هكذا ، دون أي شيء ، إنهم يتنفسان الوقت ، و كلما زادت أنشطتك عليهما و أمضيت وقتاً أكثر في استخدامهما ، فإنهما سيستخدمان وقتك أكسجيناً لهما !

و انتبه لكلمة "وقتك" .. فهذه الكلمة هي التي تشكل حياتك كلّها .. فما حياتك إلا عبارة عن سنين و أشهر و أيام و ساعات ، كل تلك تشكل هذه الكلمة الذهبية " الوقت " .


لذا أحذروا أصدقائي أن تسرفوا الكثير من الوقت على هذه المواقع التي سرعان ما تسبب لك الإدمان ، و تأخذك في شراكها الذي لن تستطيع الخروج منه بسهولة . و بالذات في هذا الوقت من السنة أي " العطلة الشتوية " ، التي تسوء فيها الحالة الجوية و يكون الطقس بارداً فنضطر إلى ملازمة المنازل التي لا يُغرينا فيها شيئاً سوى الإنترنت و بالأخص الفيسبوك !

علينا أن نُدرك جميعاً بأنّ هذه العطلة هي أكبر صفقة لتستثمر فيها نفسك .. فبإمكانك أن تقوم بأشياء لم تكن لتستطيع القيام بها في أيام العمل أو الدراسة العادية ، هذه العطلة هي فرصة كبيرة للقيام بما تريد ، أنت سيد وقتك الآن ، و أنت من تسوده .. لذا انظر في الأمر جيداً ، و توغل فيه ، وخطط له جيداً و الأهم هو أن تضع له الأهداف ؛ لإن خطة دون أهداف أشبه بسفينة دون دفة ، تجري في البحر كما تشاء لها الرياح ، دون وجود دفّةٍ توجهها إلى غايتها المنشودة .