الوجود واللاوجود
ينجم بعضهما عن بعض ،
والصعب
والسهل يكمل بعضهما بعضاً
الطويل والقصير
يوازن بعضهما بعضاً ،
والعالي والمنخفض يسند
بعضهما بعضاً
الصوت والصمت يتبع بعضهما
بعضاً ،


القبل والبعد يتبع بعضهما بعضاً,
لذا فإن الحكيم
لا يتدخل في مسار الأشياء ،
وهو من يعلم بدون كلمات
الآلاف المؤلفة تظهر وتختفي
بلا توقف ،
فمن يعطيها الحياة لا يدعي
لها امتلاكاً
يعينهم ولا يقتضي منهم عرفاناً ،
يكمل عمله ولا يدعي عليهم
فضلاً والعمل ينجز ثم ينسى ،
ولذلك
فإن أثره لا يمكن أن يفنى,
فمعرفة الآخرين ذكاء ,
ومعرفة الذات بصيرة وقهر
الآخرين قدرة ، وقهر النفس قوة
ومن يعرف الرضا يعيش في
الوفرة والغني ،
ومن يثابر في طريق تتحقق أهدافه
ويصبح أنسان إرادة وهدف ،
ومن يحافظ على صلته بجذوره
يدوم ويدوم,
فالحكيم
يضع نفسه في المؤخرة ليجدها
في المقدمة ،
وعندما ينسى نفسه يجد نفسه ،
لأنه لا يشعر بنفسه فهو قادر
على تحقيق ذاته ,
فاكلما أستسهلت ببذل الوعود
كلما صعب عليك الوفاء بها ،
وكلما وجدت الصعب يسيراً
كلما شق عليك تحقيقه،
الحكيم
من يرى في الصعب صعوبة:
وبذلك لا يصعب عليه
أمرعسير,
فالأفضل أن تعرف في الوقت
الذي تظن فيه أنك لا تعرف ،
فصاحب الحكمة
يفي بالتزامه ولا يهمه من يدير
ظهره للحكمة ،
فطريق الحكمة طريق الكونية,

إذا انحنيت تتغلب وإذا انطويت
تستقيم ،
وإذا فرغت تمتلئ وإذا بدوت
بالياً تتجدد ،
والحكيم من لا يظهر نفسه
ويبدو واضحاً لكل الناظرين؟
فالحكمة
في أن لا يعتبر كل منا نفسه
على حق لكي يبرر بروزه
وظهوره ,
فمن لا يتفاخر يحوزعلى المكانة
ومن لا يتبجح ، ينال الاعتراف
والقبول
ومن لا يباري أحداً لا يوجد من
ينافسه على الإطلاق,
فالشجاعة مع التهور تقود
إلى الموت ،
ومع التأني تقود إلى السلامة ،
وعندما تتبع طريق
الحكمة,
فإنك تربح دون صراع أوعراك ،
تحصل على ما تريد دون سؤال ،
تحقق النجاح دون طلبه ،
فشبكة الحكمة تمتد في كل اتجاه ،
برغم اتساع ثقوبها لا ينفذ
منها شيء.
فعندما لا يجعل المرء من حياته
بؤرة تفكيره ،
يعرف كيف يصون الحياة
مع الآخرين,, ؟