مهما نكتب عن حوادثنا المرورية فإننا لن ننتهي طالما ليس هناك حل صادق وحازم وأنظمة تحد من هذه الحوادث. وفي الحقيقة يأتي على رأس هذه الوسائل للحد من الحوادث رجل المرور وتدريبه مهنياً وشخصياً ومدى قيامه وإخلاصه في عمله. قبل فترة كنت في طريقي للعمل وعند الإشارة تقف سيارة جيب للمرور وكذلك على الطرف الآخر المقابل. وخلال توقف سيارتي للإشارة الحمراء عبرت أكثر من سيارة الإشارة مكتفين فقط بالنظر للجهات الأخرى والتأكد من عدم وجود حركة سير! ضاربين بعرض الحائط أي وجود للسلطة، فهم يعرفون أنه مجرد وجود شكلي لا فعلي!
إذا كان هناك رجلا مرور ولم يلاحظ أحدهما المخالفات التي ارتكبها السائقون وهذا عملهم فماذا ننتظر من السائقين المتهورين!! والقضية الأخرى أن السائقين لدينا لا يعطون أي قيمة لرجل المرور والا لما تجرأوا على القيادة والإشارة حمراء بوجود رجلي مرور بالطبع جسداً فقط!! قارنوا ذلك بدولة متقدمة ومنظمة في القيادة كأمريكا مثلا نرى أن السائق هناك يرتعب خوفاً من مجرد رؤيته شبح سيارة مرور قادمة!!.
السائقون لم يخافوا من سيارات المرور، وهي واقفة عند كل إشارة لأنهم كانوا متأكدين أن رجل المرور لا يحل ولا يربط كما نقول بالعامية!.
وأنا شخصيا شاهدت العديد منهم منشغلاً بجواله أو بالحديث مع الآخرين وأحيانا هو نفسه أكبر مخالف لقوانين السير! كما حصل أن أوقف أحدهما سائقي لعدم ربط حزام الأمان وهو نفسه لم يربطه! في الأفلام الغربية يدققون على ربط حزام الأمان في المقاطع التي فيها شخص يقود سيارته على اعتبار أن ذلك قد يؤثر في المشاهدين! ونحن على الهواء مباشرة وفوق خشبة المسرح يعرض لك رجل المرور أسوأ مثل للقدوة التي من المفروض الاحتذاء بها!!.
لقد قللت كاميرات ساهر من الحوادث رغم عدم وجودها فى بعض التقاطعات الهامة الا أن غياب رجل المرور مازال قائماً ولن نصل إلى درجة جيدة من الضبط إلا بوجود الاثنين الكاميرا ورجل المرور وكذلك تخطيط شوارعنا بطريقة أكثر ملاءمة لحركة السير!.


بالأمس فقدت أسرة أربعة شقيقات وشقيقهن في يوم واحد بسبب قائد أرعن لا يخاف الله ورغم أن الحادث وقع في ساعات متأخرة من الليل، وكان نتيجة للسرعة المتهورة ولكن هذا القائد وأمثاله لم يكن هناك قانون ومرور حازم يعلمهم أبجديات القيادة وحفظ دماء الآخرين!.
عزائي الشديد لأسرة (الدحيم) التي أؤمن أنه ليس هناك ما يعوضها مصابها الجلل وخسارتها الفادحة وليت المرور يتعلم! وكفانا سفكاً للدماء!.