نحن نتكلم عندما توصد أمامنا

أبواب افكارنا ،
وعندما نعجز عن الوصول لحالة
السكون في وحدة قلوبنا ،
نتحول لنستولي على شفاهنا ،
فالصوت يلهينا ويسلينا ،
وفي الكثير من كلامنا يكاد فكرنا
ينفجر من الألم والكآبة ،
لأن الفكر طائر من طيور الفضاء
يمكنه ان يبسط جناحيه
في قفص الألفاظ ،
ولكنه لا يستطيع أن يطيرهناك
من يقصدون الثرثارين ضجراً من
الوحدة والانفراد ،
لأن سكينة الوحدة تبسط أمام عيونهم
صورة واضحة لذواتهم العارية ،
يرتعدون لدى رؤيتها فيهربون منها ،
وهناك الذين يتكلمون من غير معرفة
وبدون قصد مسبق ،
يظهرون حقيقة لا يدركونها هم أنفسهم ،
وهناك الذين أودع الحق في قلوبهم
ولكنهم يابون أن يلبسوه حلة ولباس اللفظ ،
وفي أحضان هؤلاء ...
تقطن الروح في هدئتها وسكونها ،
فإذا رأيت صديقك على ناصيت الطريق
أو جمعتك به ساحة المدينة ،
فدع الروح التي فيك تحرك شفتيك
وتدير حركات لسانك ،
وعليك ان تفسح المجال للصوت الذي في
أعماق صوتك ليخاطب أذن أذنه ،
لأن نفسه تحتفظ بسر قلبك ،
كما يتذكر الفم الطعم الطيب واللذيذ ،
وإن نسي الفكر لونه
تحطم الصحن الذي حمله ,,؟