كل إنسان يفقد الحماس لتوعية نفسه ،
تصاب مواهبه بالعجز,
لإن أعظم شيء يتفوق به الإنسان على كل
مافي الوجود موهبة التحدي والإبداع والحياة
بكل تجلياتها ومباهجها ،
والضعفاء دائماً هم الاقرب إلى الأخلاق ،
والسبب هو لأنهم أعجز عن عصيانها ، وهم
الأبعد عن الأخلاق لأنهم أعجز عن تحقيقها
وتحصيلها,
فالعلم والحياة لا يصنعان الأخلاق وإنما يصنعان
القوة والقوة دائماً هي ضد الأخلاق ،
لهذا لا ينتظر ازدهارالأخلاق مستقبلاً بل النموفي
القوة الإنسانية,
فإذا اتبعت الحق واحترمته فليس لأني فاضل
وإذااتبعت الباطل ليس لأني شرير .
ولكن لأني في الحالتين إنسان أفعل ذاتي دائما,ً
فحينما نشتبك في مناقشات ومبارزات جدلية ،
لا نستعمل في الحقيقة عقولنا وإنما نستعمل
أعصابنا وتوتراتنا أيدينا من بعيد,
فمن يقاتل بعقله إنما هو يقاتل بأيديه التي أخفاها
وراء كلماته.
لإنك إذا استعملت منطقك ضد إنسان فأنت تريد أن
تقتله أوتسبه أو تهزمه ولست تريد أن تعلمه لإنك
حين ذلك شاتم لا معلم,
فإن الإنسان لا يفكر أو يناقش ليخلق حالة بل
ليشرح حالة إننا لا نستمع إلى من يفكر أو يناقش
لنتعلم منه أولنفحص مانسمع
ولكن لندافع عن حالة نحياها أو نتمناها أونريدها
أنا أفكر لأني أحيا ولا أحيا لأني أفكر ,,
فأفكارنا دائماً تعبيراً عنا ولسنا تعبيراً عنها
وكل جهاز يصنع عمله ولا يصنعه عمله,
والآلام قد تتحول إلى أفكار لكن الأفكارلاتتحول
إلى آلام ،
وقد يصبح التشاؤم تفكيراً لكن لن يصبح التفكير
تشاؤماً ،
فلو كانت الأفكار تصنع البشرلأمكن صنع أعظم
البشر بإعطائها أعظم الأفكار,


فالبشر تبدع أفكاراً لكن الأفكار لا تبدع البشر.
هكذا هي الرؤية الآن ،
ولكنها ستتغير حتما فالحياة ستغيرنفسها وسنراها
محكومة ومسيرة بإشعاعات العقل ,, ؟