من قدوتك؟
مما لا شك فيه أن ما أصبح عليه شباب أمتنا العربيه عامة و الإسلامية خاصة يدعوا إلي الحزن و البكاء مما وصلنا إليه من شتات القلوب و إندثار الأخلاق – إلا من رحم ربي – أصبح شبابنا اليوم بعيدون كل البعد عن ماضينا العظيم وحاضرنا الغريب ومستقبلنا المظلم ..
لا يسعد أحد بما وصلنا إليه إلا أعداء أمتنا .. هم من يريدون لنا أن نكون في جهلٍ مظلم وفقرٍ مدقع .. حتي لا نقود العالم كما كنا في الماضي الذي ليس بالبعيد .. ولو نظرنا لأهم الأسباب التي أدت لهذه الحالة التي أصبحنا عليها لوجدنا أن أهمها و أعظمها غياب القدوة الصالحة ،، فمعظم شبابنا أصبح قدوته مغني أو ممثل ممن يتشبهون بالغرب الذي يقلدونهم تقليد أعمي فيما لا يتفق مع قوميتنا وعروبتنا .. أنا لا أنكر الفن ولا أجرمه ولكن أي فن هذا الذي يدعوا إلي البلطجة والعري والسفور ، ويحرض علي الفسق و الفجور

الفن رساله تهذب النفوس وتصلح الظاهر من الفساد وتقوم الإنسان العاقل ..
يجب علينا أن نختار قدوتنا حتي نستطيع أن نختار منها الصالح من الأفعال و الأعمال ؛ وعندما نتحدث عن قدوة لأمتنا لن نجد في هذه الحياة قدوه أعظم ولا أشرف ولا أجَلّ من القدوة التي إختارها لنا ربنا تبارك وتعالي …..
هو سيد ولد آدم ، هو أعظم من مشي علي قدم ، وخير من طاف بالحرم ، هو إمام الأئمة ورسول الأمة محمد بن عبد الله خاتم رسل الله ومصطفاه …
قال ربنا العزيز في محكم تنزيله { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } و الأسوة بمعني القدوة ؛؛ ومن خير قدوة من الحبيب قال الرسول الكريم (( بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً ، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ )) . رواه البخاري..
فيجب علينا أن نقتدي بالرسول الأكرم في كل حياتنا ومعاملاتنا

كان النبي يحب أُمنا -أم المؤمنين- عائشة ويعلن ذلك دون أن يُحْرَجْ من شئ .
كان رسول الله لا يغضب علي خادم له , وكان يحب العمل ويحث عليه
إذا حاولنا أن نذكر موقف للنبي ومطابقته للواقع الذي نحيا فيه لإحتجنا إلي سنوات سنوات حتي نكتب وندرس ونطبق كل موقف في الحياه .
لم يستحي النبي أبداً أن يعلن الحب
من منا حينما يسأل من أحب الناس إليك يُحرَج في الإجابه علي هذا السؤال ،، ولكن حبيبنا حينما سُئل عن أحب الناس إلي قلبه أجاب بكل فخر عائشة لم يقل زوجتي و إنما خاطبها بإسمها ونحن الآن نحرج أن يعرف الأخرين إسم زوجته أو إسم أمه .
و عندما قال سيدنا عمرو بن العاص أنه يقصد أحب الناس إلي الرسول من الرجال قال أبوها ،
، لم يقل أبا بكر ولكن نسب أبا بكر إلي عائشة تعظيماً وتكريماً لها أعلنوا الحب للبشرية جمعاء ، أعلنوا الحب والسلام ، أعلنوا الحب لكل ما خلق الله ، أعلنوا الحب لأنفسكم ، أعلنوا الحب لإخوانكم ، لا يؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحبه لنفسه