بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد


ذكر الماوردي في كتابه (أدب الدنيا والدين) :


(( قالت ابنة عبد الله بن مطيع لزوجها طلحة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري،


وكان أجود قريش في زمانه:



ما رأيت قوماً أشدَّ لؤماً من إخوانك

!


قال: مَهْ! ولِمَ ذلك؟


قالت: أراهم إذا أيسرتَ لزموك، وإذا أعسرتَ تركوك!


فقال لها : هذا والله من كرم أخلاقهم !


يأتوننا في حال قدرتنا على إكرامهم ،


ويتركوننا في حال عجزنا عن القيام بحقهم ! )).



وقد علّق الماوردي على القصة بقوله:


" فانظر كيف تأوّل بكرمه هذا التأويل حتى جعل قبيح عملهم حسناً،


وظاهر غدرهم وفاءً وهذا محض الكرم ولُباب الفضل ، وبمثل هذا


يلزم ذوي الفضل أن يتأوّلوا الهفوات من إخوانهم ".



فأين ذاك من قول أحدنا اليوم:



سوء الظن من حسن الفِطَن ؟!


والتي تعني حمل تصرف الآخرين على أسوأ تفسير!!


واعتقاد ذلك في القلب؛ فينعكس ذلك على أسلوب التعامل معهم،


والتفكير بإلحاق الضرر بهم كنوع من الدفاع عن ما يخالجنا من ظنون..!!
*
*

فهلا حملنا في قلوبنا ريشة


نرسم بها لوحة جميلة يتذكرنا بها الأخرون !
*
*
دمتم في صفاء قلب