وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين  Almastba.com_1381760866_567







( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين )









الحمد لله الذي وعد المنفقين أجرا عظيما وخلفا ، وأوعد الممسكين



لأموالهم عن الخير عطبا وتلفا . وأشــهـد أن لا إله إلا هـــو المـلك



الجواد ، الرءوف بالعباد . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أفضل



الرسل وخلاصة العباد ، اللهم صل وسلم وبارك على محمـــد ،



وعلى آله وأصحابه ، أولي الفضل والعلم والانقياد . أما بعد :





أيهـــا النــاس اتقـــوا الله حق تقواه ، وارحموا عباده تفوزوا بثوابه



ورضاه ، قــال تعــالــى { وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ



الرَّازِقِينَ } سبأ39 ، { وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ



هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً } المزمل20 . وقــال صلـى الله عليـه وسلم :



«ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم



أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا » (1)





أيها الغني الذي عنده فضل من رزقه وماله : عد على أخيك المعدم



وترفق لحاله ، فالراحمون يرحمهم الرحمن « ارحمــوا مــن فــي



الأرض يرحمكم من في السماء » (2)





... أيهــا المــؤمنــون : ألا تثقون بوعد من لا يخلف الميعاد ، ومــن



ليس لخيره وفضله نقص ولا نفاد ، فـإن الله وعد على الإنفاق الأجر



ومضاعفة الثواب ، ومدافعة البلايا والنقم والعذاب والخــلـف العاجل



في المال والبركة في الأعمال ، ووعـــــد بفتح أبواب الرزق وصلاح



الأحـوال ، فكونوا بوعده واثقين ، وببره ومعروفه طامعين ، فالقليل



من الإنفاق مع النية الصالحة يكون كثيرا، وينيل الله لصاحبه مغفرة



وأجرا كبيرا ، قال صلى الله عليه وسلم « من تصدق بعدل تمرة من



كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب وإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها



لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل » (3)



« اتقوا النار ولو بشق تمرة » (4).







ليتصدق أحدكم من درهمه من ديناره من صاع بره من صاع شعيره.



كيـف يشبع أحدنا وأخوه المسلم جائع ؟! كيـف يتقلب أحدنا في نعيم



الدنيــا وأخوه معدم فاقد ؟! أين أهل الرحمة والشفقة ؟ وأيـــن مـــن



يقتحم العقبة ؟ { وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ، فَكُّ رَقَبَةٍ ، أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ



ذِي مَسْغَبَةٍ ، يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ ،أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ } البلد12 -16





لقد قست قلوبنا فما ينفع فيها وعظ ولا تذكير ، ولقد قلت رغبتنا في



الخير فما يؤثر فيها تشويق ولا تحذير ، أين نحــن مـن أهل الصدقة



والإحسان ؟! الذين حنوا بمــا فــي قلوبهم مــن الرحمة علــى نــوع



الإنســـان ! يسارعون إلى الخيرات وإخراج المخبوءات ! ويفرحون



بالمال الذي يدفعون به الحاجات والضرورات ، ويتقربون بذلك إلـى



رب السماوات ، أولئك الذيــن يظلهم الله في ظله الظليل ، وأولئـــك



الـذين حازوا الأجر والثواب الجزيل ، وسلموا مـــن العقاب والعذاب



الوبيل ، فليبشروا بالخلف العاجل من المولى الجليل ، وبالبركة في



أعمالهم ، وأعمارهم وأرزاقهم ، والخير الجميل { إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ



كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِــمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً



يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ ، لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ



إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ } فاطر29-30