محبة النبي ( صلى الله عليه وسلم )  VZPZPN


محبة النبي ( صلى الله عليه وسلم )  QrnANO

آنَّ الحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ ونَسْتَغْفِرُهُ ونَتُوبُ إِلَيْهِ، ونَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرورِ أَنْفُسِنا ومن سَيِّئاتِ أَعْمالِنَا،

مَن يَهْدِه اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومَن يُضْلِلْ فَلا هادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ،

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمّـدًا عَبْـدُهُ وَرَسولُه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلهِ وًأصحابهِ بإحسانٍ إلى يوم الدين.



أما بعد:



فيا معشرَ الإخوة يقول ربُّنا جلَّ وَعَلا مخاطبًا نبيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومخاطبنا أيضًا، يقول

جلَّ وَعَلا: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

[آل عمران:31]، هذه الآيةُ العظيمة في سورة آل عمران، بيَّنت هذا الأمر العظيم الذي يدَّعيه كثيرٌ

من الناس، وبيَّنت برهان الصادقِ في دعواه، فيظهر بذلك الصادقُ من الكاذب، فالدعوة هي محبَّةُ الله

جلَّ وَعَلا ومحبَّةُ رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومحبَّةِ هذا الدين، ولكن لكل دعوى دليلٌ يدُلُّ على

صِدق الُمدَّعي، وبَيِّنةٌ تُثبِتُ صِدقَهُ فيما ادَّعاه، فإذا تخلَّفَ ذلك دلَّ على أنَّ هذه الدّعوى مُجرَّد ادِّعاء،

إذا خالف الواقعُ القول، فنسألُ الله العافيةَ والسلامةَ.

يقول جلَّ وعلا : ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ﴾ أيها الناس، أيها المؤمنون ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّه﴾ تزعمون محبّة الله

- جَلَّ وَعَلا- وتدَّعون ذلك فاتَّبعوا رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُحبِبكم الله، فاتِّباعُ النَّبِي-

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومحبَتُهُ- عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- هو محبَّةٌ لله -تَبارك وتعالى-، كيف لا؟ وهو

رسوله - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -ومُصطفاه وخليلهُ - صلوات الله وسلامه عليه-، هو أشرف الخَلْقِ

قاطِبَةً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فمحَبَّتُهُ واجبة، بل لا يَصِحُّ إيمان العبد إلا بذلك.

جاء في الصحيح من حديث عبدالله بن هشام - رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ- قال: كنّا يومًا مع رَسُولُ اللَّه -

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال له عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: يا رسول الله لأنتَ أحبُّ إليَّ

من كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي
، فَقَالَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -: «لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ

أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ
»، فَقَالَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: وَاللَّهِ لَأَنْتَ الآنَ يا رَسُول الله أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي،

فَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «الْآنَ يَا عُمَرُ»، ﴿إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّه﴾ أداةُ شرطٍ وفعلُ شرطٍ جوابه

﴿فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ قال: «الْآنَ يَا عُمَرُ»،محبَّتُهُ- عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- هي أصلُ الإيمان، فهو

رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- الذي أرسلهُ إلينا وإلى الناس كافَّةً بل إلى الإنسِ والجن، فبلَّغَ

الرِّسالةَ وأدَّى الأمانة وهدى من الضلالة، وأخرجَ وبصَّرَ به من الجَهالة، وجاهدَ في الله حقَّ جِهاده

حتى أتاه اليقين - صلوات الله وسلامه عليه- فكيف لا يُحبُّ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-.

ولقد ضرب أصحابُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أروع المثلِ في هذا، فلقد كانوا- رَضِيَ اللَّهُ تعالى

عَنْهُم جميعًا- يبْتَدِرون أمره ويُعَظِّمًونه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ويُعَظِّمًون نهيَهُ- عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-،

ولا يُحِدّون أبصارَهُم في وجهه عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ تعظيمًا له صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما جاء ذلك

في حديث عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّ في الصحيح، حينما أرسلته قريشٌ إلى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم

مُفاوِضًا له في صُلْح الحديبية، فرجع إليهم فقال: يَا مَعشَر قُرَيْشً، وَاللَّهِ لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى الْمُلُوكِ

كِسْرَى وَ قَيْصَرَ وَالنَّجَاشِيِّ فما رَأَيْتُ أحدًا من أصحاب الملوك يُعَظِّمونهم كمَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ

محَمَّدًا، وَاللَّهِ لقد رأيتُهُم إِذَا أَمَرَهُمُ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ ، وإذا انَّتَخَم ابْتَدَرُوا نُخَامَتَهُ فلا تقع إلا في كَفِّ رَجُلٍ

منهم فدلك بها وجهه وجسده، وَإِذَا تَوَضَّأَ ابتدروا وَضُوئِهِ حتى يَقْتَتِلُونَ عَلَيه ، وما كان أحدُهُم يُحِدَّ

بصرُهُم فيه إجلالًا لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، هذا حال أصحابِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم،

يُعَظِّمون أَمرَه ويُجِلّونَه ويبتدِرونه، ويُعَظِّمًون نَهْيَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ويجتنبونه، فلا يفْتاتونَ عليه

عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، ثمّ إنَّهم بَيْنَ يَدَيْهِ في غايَةِ التَّوقير والاحترام والاستحياء منه - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ

وَالسَّلَامُ-حتّى إن بَعْضُهُمْ يقول: (والله لو طُلِبَ منّي أنْ أصِفَهُ ما استطعتلأنهم كانوا يستحيون

من أنْ يحُدُّوا أنظارَهُم في وجهه عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ إجلالًا له وتعظيمًا له ومَهابةً مِنْه - صَلَّى اللَّهُ

عَلَيْهِ وَسَلَّم-، فكانوا يُعَظِّمونَهُ غايةَ التَّعظيم، ويغضبونَ له صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمغايَةَ الْغَضَب إذا نيلَ

منه، فلقد جاء في الصحيح أيضًا من حديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ في يَوْمَ بَدْرٍ،

قال: لمّا كنتُ في يَوْمِ بَدْرٍ، وقفتُ بَيْنَ شابَّيْنِ مِنْ الْأَنْصَارِحَدِيثَة أَسْنَانُهُمَا تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ بَيْنَ أَضْلَعَ

مِنْهُمَا ، فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا فَقَالَ يَا عَمِّ هَلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ، قَالَ قُلْتُ نَعَمْ وَمَا حَاجَتُكَ

إِلَيْهِ يَا ابْنَ أَخِي قَالَ أُخْبِرْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ رَأَيْتُهُ

لَا يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوتَ الْأَعْجَل مِنَّا، قَالَ: فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ فَغَمَزَنِي الْآخَرُ فَقَالَ مِثْلَهَا قَالَ

فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ يَزُولُ فِي النَّاسِ فَقُلْتُ أَلَا تَرَيَانِ هَذَا صَاحِبُكُمَا الَّذِي تَسْأَلَانِ عَنْهُ

قَالَ فَابْتَدَرَاهُ فَضَرَبَاهُ بِسَيْفَيْهِمَا حَتَّى قَتَلَاهُ.

فهذا هو التعظيم له عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ غضِبَ هذان الشابَّان لهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ حينما

بلغهما أن أبا جهلٍ كان بمكةَ يتنقّص رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويسُبُّهُ وينالُ منه، وهما

بالمدينة، فلما جاءت المعركة وهيَّأ الله وروده، أخذا بحقّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من هذا

الباغي الظالم الفاجر الكافر، شابَّان، يقول عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ بَيْنَ

أَضْلَعَ مِنْهُمَا، يعني بين من هو أقوى، ما ظنَّ أنهما بهذه القوة، ولكن القوةُ هي قوة القلوب،
قوة النفس والإيمانُ بهِا.


وإذا كانَتِ النّفُوسُ كِبارًا تَعِبَتْ في مُرادِها الأجْسامُ

فيا معشر الإخوة محبةُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أصلُ هذا الدين، لا يقومُ الدينُ إلا عليها،

فهو الذي هدانا اللهُ بهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومحبتهُ معشر الأحبة، تكون بإتباعهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ- وتعظيم أمره، والإنتهاءِ عن نهيه، وإتباعِ سُنَّته، تقديم محبتهِ على النفسِ والأهل والولد، كما

سمعنا في حديث عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- ومن علاماتِ محبتهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن تتمنى أيها

المؤمن رؤيته، فقد جاء في الصحيح، عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنهُ قال: «مِن أشدِّ أمَّتي لي حبًّا،

ناسٌ يَكونونَ بَعدي يودُّ أحدُهُم لَو رآني، بأَهْلِهِ ومالِهِ
»، ونحنُ نُشهدُ الله، أنا واللهِ كذلك، لو رأيناهُ

بأهلينا وأموالنا، فرؤيتهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من أعظم المَغانم، ففيها شرحُ النفوس والصدور،

وبهجةُ النفوس، وحياة القلوب، كيف لا! ومن كان من صحابتهِ – عليه الصلاة والسلام- قد فازوا بالرضا

من ربّ العالمي
ن -جَلَّ وَعَلا- ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ

رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي

التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ

لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا
﴾ [الفتح 29 ].

﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ

وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
﴾ [التوبة 100].

كيف لا يكون رؤيتهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- مُتمناةً وهذا أجرها معشر الأحبة، إن من دلائل المحبةِ

وصدقها معشر الأحبة،أن تُقدم محبة هذا النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على محبةِ النفس فضلًا

عن الأهل والولد، ومن علامات محبتهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ودلائلها تعظيمهُ - عليه الصلاة

والسلام- وتعظيمُ أمرهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على أمرِ من عداه، ومن علامات ودلائل محبتهِ -

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تقديمُ أمرهِ على أمر غيرهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، ومن علاماتِ ودلائلِ

محبتهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اتباعهُ والعملُ بِسُنتهِ، ومن علاماتِ ودلائلِ محبتهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ- الغضبُ لمن يطعنُ في سُنته، ومن علاماتِ ودلائلِ محبتهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الغضبُ لهُ

- عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - إذا انتُقص أو نِيل منه، ويُقامُ على من نال منهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- بما

يستحقُ كما بين ذلك عُلماءُ الإسلام، ومن علاماتِ ودلائلِ محبتهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- القراءةُ

لسيرته، والتأسِّي بهِ- عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- وإتباعِ هديهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الصغير

والكبير، ومن علاماتِ محبتهِ ودلائلِ ذلك - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يُقام بهذا الأمر العظيم، الذي

هو الدعوةُ إلى سُنتهِ، وردِّ البدع، التي أُحدثت مُخالفةً لسنتهِ-عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - ومن دلائل

وعلاماتِ محبتهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الإكثار من ذكرهِ والصلاةُ عليه،- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فإن

أَوْلَى الناسِ به أكثرهم عليه صلاةً-صَلَّواتُ اللَّهُ وَسلامهُ عليه- معشر الأحبة إن دعوى المحبة، كُلُ

أحدٍ يستطيعُ أن يقولها ولكن تطبيقها جللٌ واللهُ الموفق.

أسأل الله - جَلَّ وَعَلا- بأسمائهِ الحُسنى وصفاتهِ العُلا أن يجعلنا ممن صدق في دعواه فوافق عملهُ

قولهُ، إنهُ جوادٌ كريم، كما اسألهُ -سُبحانهُ وتعالى- أن يثبتنا وإياكم على الإسلامِ والسُّنة ِ حتى

نلقاه، وأن يُصلح أحوالنا وأحوالكم وأحوال المُسلمين أجمعين في كُلِ مكان، وأن يولي على

المُسلمين خيارهم،
وأن يكفيهم شرارهم، إنهُ جوادٌ كريمٌ وصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّم وبارك على عبدهِ

ورسولهِ نبينا محمد.

محبة النبي ( صلى الله عليه وسلم )  W4



محبة النبي ( صلى الله عليه وسلم )  Jj5Cqi