اهميه و فوائد نبات الجنكو بايلوبا ، الاهمية العلاجية لنبات الجنكو بايلوبا Almastba.com_1441187176_972
إن استعمال خلاصات أوراق الجنكو في الطب الصيني التقليدي يعود إلى مئات السنين. واليوم ربما يشكل الجنكو بايلوبا العلاج العشبي الأكثر استخداما لغرض تعزيز الوظائف المعرفية cognitive functions، بمعنى تحسين الذاكرة والتعلم واليقظة والمزاج. وهلم جرا. وانتشر الجنكو بشكل خاص في أوروبا، حتى إن الأقرباذينيين officials في ألمانيا صادقوا حديثا على استعمال خلاصته لمعالجة الخَرَف dementia. ويقوم المعهد الوطني للشيخوخة في الولايات المتحدة حاليا بتمويل تجربة سريرية لتقييم فعالية الجنكو في معالجة أعراض داء ألزايمر.

اهميه و فوائد نبات الجنكو بايلوبا ، الاهمية العلاجية لنبات الجنكو بايلوبا Almastba.com_1441187177_815

يُظهر هذا الرسم المأخوذ من كتاب الفلورا اليابانية Flora Japonica الأوراق المروحية الشكل لشجرة الجنكو. وقد قام بتأليف هذا الكتاب الطبيب الألماني <Ph. فرانز> في القرن التاسع عشر. ويعد المستخلص المأخوذ من هذه الأوراق (انظر الشكل في الصفحة المقابلة) واحدا من أكثر المستخلصات الواسعة الانتشار والمستعملة في العلاجات العشبية لتحسين الذاكرة.
ولكن، هل يوجد أي دليل على أن الجنكو بايلوبا يستطيع حقا أن يحسن الوظائف المعرفية؟ إن المعلومات الراهنة حول معظم الإضافات الغذائية dietary supplements تبنى إلى حد بعيد على الحكايات الشعبية (الفولكلور) أكثر منها على النتائج التجريبية. ونظرا إلى أن إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة لا ترعى العلاجات العشبية، فلا يطلب إلى أصحاب المصانع اختبار فعالية منتجاتهم وسلامتها. وهناك ما يبرر المزيد من الانتباه للإضافات الغذائية، مثل الجنكو بايلوبا. فحتى لو كانت هذه المنتجات لا تسبب مشكلات طبية فقد تكون غالية الثمن، وربما تمنع المرضى من البحث عن علاجات أكثر واقعية. وفي محاولة لسد الثغرة في معرفتنا، راجعنا الأدلة التجريبية المؤيدة والمعارضة لفائدة الجنكو بايلوبا في تحسين الوظائف الدماغية.

تأثيرات الجنكو في الدماغ(**)
لا يستطيع الباحثون أن يقولوا يقينا إن كان «الجنكو بايلوبا» قادرا على تحسين الوظائف المعرفية، ولكنهم وجدوا أن خلاصته تستطيع أن تؤثر في الدماغ بعدة طرق:

في الدورة الدموية circulatory

▪ تستحث توسيع الأوعية الدموية، مفضية بذلك إلى زيادة تدفق الدم نحو الدماغ وإلى انخفاض في الضغط الدموي (وربما تقلل من مخاطر السكتة الدماغية).

▪ تقلل من مستويات الكولستيرول في الدم (علما أن الكولستيرول المفرط يتصاحب مع زيادة مخاطر الإصابة بداء ألزايمر).

▪ تثبط تجمع الصفيحات الدموية وتكوين الجلطات. وهذا بدوره يمكن أن يخفض مخاطر السكتة الانسدادية (التي تسببها جلطة تسد وعاء دمويا في الدماغ)، ولكنه يزيد فرصة حدوث سكتة نزفية (يسببها النزف الدموي في الدماغ).

مضادة للأكسدة antioxidant

▪ تكبح تكون الجذور الحرة، التي هي جزيئات أكسجين شديدة التفاعل قد تؤذي العصبونات وتسبب في الدماغ تغيرات مرتبطة بالشيخوخة.

▪ تخفف تأثيرات نقص التروية المخي cerebral ischemia (نقصان تدفق الدم نحو الدماغ) عن طريق تثبيط إنتاج الجذور الحرة السامة عقب واقعة نقص التروية.

في استهلاك الگلوكوز glucose utilization

▪ تزيد امتصاص الگلوكوز (الذي هو الوقود الرئيسي للجسم) في القشرة المخية الجبهية والجدارية، وهما الباحتان الدماغيتان المهمتان لمعالجة المعلومات الحسية ولتخطيط الأفعال المعقدة.

▪ تزيد كذلك امتصاص الگلوكوز في النواة المتكئة nucleus accumbens وفي المخيخ (وهما منطقتان دماغيتان معنيتان بالشعور بالسرور بالنسبة إلى النواة المتكئة وبضبط الحركات بالنسبة إلى المخيخ).

في منظومات النواقل العصبية neurotransmitter systems

▪ على ما يظهر فإن العصبونات الموجودة في الدماغ الأمامي تساعد على امتصاص المادة المغذية «الكولين» choline من الدم. ونشير هنا إلى أن الكولين هو أحد مكونات الأسيتايل كولين، الذي هو بدوره مادة كيماوية دماغية تنقل الإشارات بين عصبونات معينة.

▪ تبطئ استنزاف المستقبلات العصبونية التي توجه الاستجابة للسيروتونين serotonine الذي هو ناقل عصبي يقلل الإجهاد والقلق.

▪ تعزز إطلاق حمض البيوتيريك الأميني gamma-amino butyric acid (اختصارا الگابا GABA) الذي هو ناقل عصبي آخر يستطيع تفريج القلق. وقد يؤدي تقليل الإجهاد إلى خفض مستوى الهرمونات الگلوكوكورتيكويدية(1) glucocorticoid في الدم، وهذا بدوره يمكن أن يحمي الحُصَيْن hippocampus، الذي هو بنية دماغية مهمة في عملية التعلم السوي.

▪ تزيد إنتاج النورإپينفرين norepinephrine، الذي هو أيضا ناقل عصبي. وقد تبين أن تنشيط منظومة النورإپينفرين بفعل بعض مضادات اكتئاب معينة يقلل من أعراض الاكتئاب.






عادة ما استعمل باحثو الجنكو اختبارات التعلم والذاكرة. ولم تحظ الوظائف الذهنية الأخرى ـ مثل الانتباه والدافعية motivation والقلق ـ إلا بقليل من الاهتمام. إضافة إلى ذلك، ونظرا إلى أن معظم الباحثين أخضعوا المفحوصين لهذه الاختبارات بعد استعمال طويل الأمد للجنكو بايلوبا (بلغ بضعة أشهر عادة)، فمن الصعب تحديد أي القدرات المعرفية هي التي تأثرت. فعلى سبيل المثال، إن الدرجات العالية التي حصل عليها المفحوصون في اختبارات الذاكرة والتعلم ربما نجمت عن إيلاء المفحوصين الذين استخدموا الجنكو انتباها أفضل للتوجيهات الأولية. ولكي يتوصل الباحثون إلى بيانات أكثر تحديدا عن تأثيرات الجنكو، فإنهم بحاجة إلى تطبيق الاختبارات قبل تناول المفحوصين لهذه الإضافة الغذائية (الجنكو) وبعده.




تُبنى المعلومات حول معظم الإضافات الغذائية على الفولكلور
(الموروث الشعبي) أكثر منها على النتائج التجريبية.
لقد ذكر <أوكين> وزملاؤه أن تأثير الجنكو مشابه لتأثير العقار دونيپيزيل donepezil، الذي يعد الآن العلاج المفضل لمرضى ألزايمر. فالدونيپيزيل يُحسن نشاط الدماغ من خلال تثبيطه عملية تفكيك الأسيتايل كولين acetylcholine الذي هو مادة كيماوية دماغية تنقل الإشارات signals بين عصبونات معينة. ومع أن هذه النتائج تبدو مشجعة، فإن تجربة أخرى حديثة وكبيرة وجيدة الضبط لاختبار الخلاصة EGb 761 ذكرت عدم وجود تأثير ذي دلالة علاجية للجنكو في أي من الاختبارات المعرفية المستخدمة (وكان الذي موّل هذه الدراسة الشركة الصانعة للخلاصة ـ ويلمار شواب فارماسيوتيكالز في كارلسروه بألمانيا، وشملت مرضى يعانون مراحل خفيفة أو متوسطة من الخَرَف).

هناك سؤال حاسم حول ما إذا كان العلاج بالجنكو، في الدراسات التي أظهرت تأثيرات إيجابية، قد حسَّن بالفعل القدرات المعرفية لدى مرضى داء ألزايمر، أم أن هذا العلاج أدى إلى إبطاء وتيرة تدهور حالتهم فحسب. وقد جاءت إجابتان مختلفتان عن هذا السؤال الجوهري من بحث نُشر عام 1997 تحت إشراف <L .P. لوبار> [من معهد نيويورك للأبحاث الطبية]. ففي هذه الدراسة، التي كانت واحدة من الدراسات الأربع التي قام <أوكين> بتحليلها، تفاوتت النتائج تبعا للاختبار المعرفي الذي تم استخدامه. فباستعمال المقياس المعرفي الفرعي cognitive subscale، وهو من المقاييس المدرجة الخاصة بتقييم داء ألزايمر Alzheimer's Disease Assessment Scale، يتبين أن كفاءة أداء المرضى الذين عولجوا بالدواء الغفل (المادة غير الفعالة) قد تدهورت بشكل بطيء على مدار عام، في حين بقي أداء المرضى الذين عولجوا بالجنكو مستقرا ثابتا. ولكن وفقا لاختبار ثان (يتمثل في تقييم الشيخوخة geriatric evaluation بوساطة أداة تقدير عن طريق الأقارب relative's rating instrument) فإن تحسن الأفراد الذين عولجوا بالجنكو كان مساويا لمقدار التدهور الذي أصاب الأفراد الذين عولجوا بالدواء الغفل.