البعض يعطي القليل من الكثير الذي لديهم

لأجل الشهرة ،
وهذه الرغبة الخفية للشهرة المقيتة تضيع فائدة
عطاياهم ،
ومنهم من يملكون القليل ويعطونه بأسره
وهم مؤمنون بالحياة وسخائها وهؤلاء لا تفرغ
خزائنهم أبدأ ،
ومنهم من يعطون بفرح ليصبح فرحهم هذا
مكافأة لهم ،
ومنهم من يعطي بألم ليصبح ألمهم هذا تعميداً لهم ،
وهناك من يعطون ولا يعرفون معنى لأي ألم في
عطائهم ،
ولا يطلبون مشاعر الفرح ولا يرغبون بنشر
فضائلهم ،
وهؤلاء يعطون مما لديهم كما يعطي الريحان عبير عطره
لكل من مر بالوادي الذي يستقر به ،
جميل ان تعطي من يسألك ما هو
في حاجة إليه ،
ولكن الأجمل هو أن تعطي من لا يسألك وأنت
تعرف حاجته ،
فمن يفتح يديه وقلبه للعطاء يكون فرحه بسعيه هذا لمن
يتقبل عطاياه والإهتداء اليه أعظم من العطاء نفسه,
علينا أن نتساءل مع أنفسنا :
هل في ثرواتنا ما نستطيع ابقاءه لأنفسنا ؟


فكل ما نملكه اليوم سيتفرق لا محاله يوماً ما ،
لذلك علينا ان نعطي منه الآن ليكون فصل العطاء من
فصول حياتنا دون ورثتنا,
علينا ان نستبعد مصطلحات ومفاهيم أننا نحب العطاء
ولكن للمستحقين فقط !
فالأشجار في البساتين والقطعان في المراعي
تعطي لكي تحيا لأنها إذا لم تعطي
ستعرض حياتها للتهلكه ،
وعلينا أن ندرك أن الشخص الذي استحق أن يتقبل
عطية الحياة ليتمتع بأيامه ولياليه ،
لهو مستحق لكل شيء منا ،
والذي يستحق أن يشرب روح الحياة يستحق أن
يملأ كأسه من جداولنا الصغيرة ،
لأن أي صحراء لن تكون أعظم من صحراء ذات جرأة
وجسارة وشجاعة على قبول العطايا
من الآخرين ...
لما فيها من أفضال ومنن على النفوس المتحرره ،
فمن نحن
حتى نطلب من الناس أن يمزقوا صدورهم
ويزيلوا أقنعة شهامتهم وعزة نفوسهم لكي نرى
جدارتهم في كسب عطايانا, ؟