كلنا ندعو الله بالهداية والصلاح لزوجاتنا ولأبنائنا وبناتنا ولأخواتنا ولأصدقائنا مهما صدر منهم من أخطاء
فنقول: الله يهديكم ويصلحكم. ولكن كم منا يعرف معنى الهداية والصلاح. فما هي الهداية؟
الهداية هي دلالة بلطف إلى ما يوصل إلى المطلوب.
وعرفها ابن القيم بقوله: هي معرفة الحق والعمل به. فعلم من هذا أن الهداية تستطاع بفعل الأسباب بعد توفيق ألله ،
ولذا قال سبحانه:
( قل يا أيها الناس قَد جاءكم الحق من ربكم فمنِ اهتدى فإنما يهتدي لنفْسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أناْ عليكم بوكيل).
ففعل الرب تعالى هو الهدى، وفعل العبد هو الاهتداء، وهو أثر فعله سبحانه فهو الهادي والعبد هو المهتدي. قال تعالى: (من يهْد الله فهو المهتدي).

ولا بد من فعل الأسباب والعمل حتى تحصل الهداية التامة، فعلق سبحانه الهداية بالعمل لا بالقول، فأكمل الناس هداية أعظمهم عملا لا قولا.
ولا يتصور أحد منا أن ملكا من الملائكة سوف يأخذ بيد العبد للهداية، فيأخذ بيده إلى إخراج منكرات عمله أو بيته أو محله،
بل لا بد أن تبذل الأسباب أولا ثم يسأل العبد ربه التوفيق.


ولذا كان الأنبياء والرسل يبذلون الأسباب المستطاعة ثم يسألون ربهم التوفيق والإعانة.
‘‘وقيل: الناس ثلاثة: راشد، وغاو، وضال؛ ‘‘

فالراشد عرف الحق واتبعه،
والغاوي عرفه ولم يتبعه،
والضال لم يعرفه بالكلية؛
فكل راشدٍ هو مهتد، وكل مهتد هداية تامة فهو راشد؛ لأن الهداية إنما تتم بمعرفة الحق والعمل به أيضا.

وقد وصف الله أتباع إبليس بأنهم من الغاوين، فقال: (إن عبادي ليس لك عليهِم سلطان إلا من إتبعك من الغاوِين).
أما الصلاح فهو قيد الشريعة عن طريق استخدام القرآن والسنة النبوية الموثوق بها فقط. «الصلاح من الله والأدب من الوالدين»


مقولة قالها عمر بن عبدالعزيز (رضي الله عنه). لماذا قالها الخليفة؟؛ لأننا بحاجة إلى أم واعية حكيمة تقرأ القرآن وتطبقه مع نفسها أولا ثم مع زوجها وأسرتها وذويها وجيرانها وإلا يختل شرط أساسي من الهدف من قراءة القران بالسلوك من أفعاله وأقواله.
نحن بحاجة إلى الأب الغيور على رعيته الذين استرعاها الله فقد كرمه الله ما لم يهبه للأنثى من تكريم الكمال والقوامة والرجولة التي لن تكتمل إلا بالصلاح بل من أهميتها أنها كلما ازدادت كان ذلك علامة من علامات الصلاح،


وأخيرا المسؤولية الجسيمة تجاه هذه الأسرة.
طول العمر من الهداية والصلاح فهي هبة من الله بعد جهد يبذله الإنسان وطرق نبذلها فيطول عمرنا طال ما أبقينا على الهداية والصلاح.
فقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: (خير الناس من طال عمره وحسن عمله).

وختاما فقد انتهى رمضان وانتهى الحج لهذا العام 1434هـ وكلنا صمنا رمضان وبعضنا حج ولكن لكي يصح صيامنا وحجنا علينا بالصلاة فلا إسلام بلا صلاة.
ولنسأل أنفسنا هل عملنا لعامنا المنصرم بالهداية والصلاح؟
اللهم اهدنا وأصلحنا لما تحبه وترضا.
اللهم بلغنا عامنا الجديد 1435هـ بطول العمر لقيادتنا الرشيدة ولنا ولأبنائنا ولأحبابنا ولعامة المسلمين مع الهداية والصلاح.