ليس العقل فحسب ما يميِّز
الإنسان عن سواه .
بل أن الحريَّة هي العنصر الذي
يكمِّل العقل ويجعل الإنسان يفكِّر
بفاعلية كبيرة .

ذلك أنَّ الإنسان هو عقل وحريَّة ،
ولوفقد أحد هذين المكونين لأصبح
إنسانًا منقوصًا ومشوهًا ،
فبفقدان العقل يصبح مجنونًا ،
وبفقدان الحريَّة يتحول إلى عبد
بهذا المعنى’
ولمَّا كان قد انتهى زمن العبودية منذ
عهد طويل وأغلِقَ سوق النخاسة ،
جاز القول:
كلُّ إنسان حرّ لأنَّ الحريَّة هي ماهية
الإنسان وجوهره .
لكن الحريَّة بهذا المعنى لا تتحقق
إلا عندما يكتمل وعي الإنسان بها ،
فالعبد الغارق
بعبوديته ليس حرًّا ولن يكون ،
ولكنَّه ما أن يعي وضعه يضع قدمه
في بداية الطريق إلى الحريَّة,
فالحريَّة هي وعي الضرورة ،
لإنَّها ضرورة منطقية وضرورة أخلاقية
وضرورة أنطولوجية ...
فهي ضرورة منطقية
لأنَّ العقل والمنطق يقتضيان أن يكون
الإنسان فردًا حرًا ومن التناقض المنطقي ،
أن تجتمع صفتا الإنسانية والعبودية معًا ،
وضرورة أخلاقية,,
لأنَّ العبودية لا تتفق والكرامة الإنسانية

بوصفها تعني ذاتًا فردية مستقلة وليست
موضوعًا أو شيئًا ،
وضرورة أنطولوجية لأنَّ الوجود,,
الحقيقي للإنسان قائم في هذه الماهية وبدونها
يشعرالإنسان باغتراب عن ذاته وعن كينونته .
وبالتالي : يتوجب
على كلِّ من فقد حريته أن يسعى لاستردادها
أوإنتاجها على النحو الذي يرتضيه لنفسه,,
لأنَّ الحريَّة ,
هي أن يفعل الإنسان أيَّ فعل سواء عملي
أونظري دون أيِّ قسر خارجي ,
فالضرورة هي وحدة العمل والنظر ،
أي وحدة الوعي والفعل,, ؟