تمثل الأحياء الواقعة في جنوب الرياض وكذلك الأحياء الكائنة في الجنوب الغربي والجنوب الشرقي وكذلك وسط الرياض الجنوبي، جميع هذه الأحياء تمثل نسبة كبيرة جداً من سكان مدينة الرياض مقارنة بالأحياء الشمالية والشرقية.. ويمثل المواطنون نسبة كبيرة من هؤلاء السكان ويمثل الشباب فيهم من البنين والبنات نسبة كبيرة. إضافة إلى زيادة نسبة نمو السكان في هذه الأحياء عاماً بعد عام !!

الملاحظ أن جميع هذه الأحياء في مدينة الرياض تفتقد إلى المؤسسات التعليمية العليا كالجامعات الحكومية والأهلية والكليات والمعاهد في معظم المجالات والاختصاصات العلمية لذلك ظل أبناء وبنات سكان هذه الأحياء يعانون طيلة هذه السنوات من مشقة "السفر " إلى شمال ووسط الرياض من أجل الدراسة في الجامعات والمعاهد والكليات الحكومية والأهلية يومياً ذهاباً وإياباً مابين السكن ومقر الدراسة الجامعية.. وهي معاناة لا يلمس درجة صعوبتها إلا أهل وأسر هؤلاء الطلاب والطالبات!!

ففي شمال مدينة الرياض ووسطها الشمالي تتركز جميع المؤسسات التعليمية العليا فهناك جامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود وجامعة الأميرة نورة بجميع كلياتها وأقسامها، والجامعات والكليات الأهلية كجامعة اليمامة وجامعة الأمير سلطان وجامعة الفيصل وغيرها من الجامعات الأهلية التي تقع في أحياء شمال الرياض!!
هنا يأتي السؤال الطبيعي عن هذا الخلل في التخطيط العلمي الذي ركز على نشر المؤسسات التعليمية العلياء في شمال الرياض، يبدو أن سبب ذلك يعود الى سوء في التنظيم الذي تتحمله ثلاث جهات هي وزارة التعليم العالي وأمانة مدينة الرياض والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.. حيث كان من المناسب أن تكون المؤسسات التعليمية العليا موزعة على أحياء الرياض لإتاحة الفرصة لسكان أحياء العاصمة وبفرص مناسبة وعادلة لاسيما أن تلك الأحياء تضم فئة كبيرة من الشباب والأبناء والبنات الذين لهم الحق في وجود مؤسسات تعليمية قريبة نوعاًَ ما من مساكنهم!!ّ أو على الأقل فتح فروع أو كليات لتلك الجامعات في تلك الأحياء.

لذلك أصبحت أعداد كبيرة من الطلاب والطالبات من سكان أحياء جنوب وجنوب غرب ووسط الرياض الجنوبي مجبرين يومياً على شد الرحال يومياً ذهاباً وإياباً من جنوب الرياض إلى شمالها وهذه حالة لها أعباء أسرية ومالية ومعنوية للطلاب والطالبات وأسرهم .. بالإضافة إلى الأعباء المرورية على الطرق.. لذلك كان من الأولى على تلك الجهات المعنية حل هذه المعضلة أو حل جزء منها من خلال إقامة بعض الجامعات أو الكليات في جنوب الرياض أو على الأقل افتتاح أقسام أو فروع للجامعات في الأحياء الجنوبية من
العاصمة!!
المشكلة حالياً قابلة للحل وبسهولة جداً إن عزمت الجهات المعنية على ذلك وبسرعة وسهولة تامة من خلال إنشاء كليات تابعة للجامعات الحكومية والأهلية في تلك الأحياء لاسيما أن الجامعات افتتحت لها فروعاً وأقساماً وكليات في محافظات خارج مدينة الرياض مع أن تعداد سكان أحد الأحياء الجنوبية أو الجنوبية الغربية أو الجنوبية الشرقية في مدينة الرياض من المؤكد انه أكبر من تعداد سكان بعض المحافظات التي افتتحت فيها جامعات نسبة كبيرة من طلابها وطالباتها يسكنون في الرياض!!
نتمنى أن تسارع وزارة التعليم العالي وأمانة مدينة الرياض والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في حل هذه المشكلة ومنح أبناء وبنات سكان هذه الأحياء جزءًا من حقهم التعليمي العالي من خلال إنشاء مثل هذه الكليات وتشجيع الجامعات الأهلية على افتتاح فروع مماثلة فهؤلاء السكان وأبناؤهم وبناتهم يعانون يومياً من السفر إلى وسط وشمال الرياض من أجل تعليم أبنائهم في الجامعات الشمالية!!