سامحيني يا سوريا ..!

ماذا يقولون يا سوريا ..؟ كي ينتزعوا أظافركـِ لـ تعترفي بـ سيادةٍ غريبةٍ أو بـ سياسةٍ عربيةٍ أو فـُرس ٍ يحبونَ الخيانة والنفاق ..؟



سامحيني يا سوريا ؛ لوّن أطفالكـِ وجووهم بـ الأخضر والأبيض وتكفل رصاصُ الكلاب بـ الأحمر ؛ كلّ أصبع حريةٍ تقفُ لـ أجلهِ بندقية خائنة ..!


يا سوريا؛ يختبرنا الله فيكـِ؛ في مدفعيةٍ ترفع فوّهتها إلى الأعلى كي تصطاد حلماً في قريةٍ بعيدة؛ أو تصطادَ عُرساً سريا بين مجاهدٍ ومجاهدة ..!



يا سوريا ؛ يا باب القيامة القادم من البعيد الأكيد ؛ يا بداية الأبدية المرهونة بـ الحبّ الصادق ؛ يا أمّ الشهداء وابنة الحرّية المستمرة ..!


ويا سوريا؛ نساؤكـِ أجمل من ليلى الشعراء إذ لا شعراء لهم سوى صوت القنابل؛ كلما حصدَت قنبلة ٌ طفلاً وقفت أمه مشرقة ً كـ الشمس صامتة ً تبكي

يا سوريا ؛ أطفالكـِ أصدقُ من رجال المنابر حين وضعوا رؤوسهم في فوهة دبابةٍ جاهزة الإطلاق وصرخوا ليجربوا صدى أصواتهم ويضحكوا للمرة الأخيرة ..!


يا سوريا لا قصائد لـ رثائكـِ فلم تموتي؛ ولا قصائد لـ أفراحكـِ فلم تستيقظي من طعنة الجبناء؛ ولا قصائد لـ نخرجكـِ مما أنتِ فيه من حمى وحرب ..!

يا سوريا ؛ ما اسمُ جرحكـِ كي أكملَ خطابي العالق في رأسي منذ سنتين وأقول " أنقذوها من .... " لو اعتقلوني سـ يكونُ موتي سُدى دون اعتراف ..


يا سوريا ؛ يا بابَ القيامةِ والسماء التي تهبط ُ بـ سلام ٍ على الأرض ِ وتختارُ الأطفال الباسمين وتعدُ أمهاتهم بـ الجنة ؛ سامحيني يا سوريا ..!

يا سورياً؛ لم أعرف اسمَ الجرح كي أناديهِ " مهلاً يا جرحُ ؛ لنا أحبة ٌ في هذا المكان " كانَ الجرحُ أسرعُ من خبر عاجل ٍ بعد خبر ٍ عاجل آخر ..!


ويا سوريا أخبريني : ماذا قال العربُ في القمّة الأخيرة ..؟ لم أسمعْكـِ جيداً يا سوريا ؛ ماذا قالوا ..؟ لم أسمعْكـِ ثانية ً فـ ماذا قالوا ..؟



يا سوريا ؛ أينَ جرحكـِ تحديداً ؛ من البحر جرحٌ ومن السماء ..؟ من الأرض ِ غدرٌ ومنَ الأقرباء ..؟ يا سوريا ما هوَ جرحكـِ كي أعرف كيف أعتذر ..!

يا سوريا مهلاً ؛ نحنُ صامتونَ بـ لغة الدلال التي تحوّل الدال تاءً ؛ صامتونَ حتى النهاية ؛ شعاراتنا فنٌ لـ نعرف أنهُ لا زال بيننا شعراءٌ ..!