مشكلة الحب بادمان ، مشاكل عاطفية
قد يحدث يوما ان نتعرف بأشخاص في حياتنا نجاذبهم الحديث وتقوى العلاقة بيننا يوما بعد يوم حتى تصل الى ما يسمى الارتباط الكامل بالطرف الآخر والذوبان فيه فيصبح الشغل الشاغل للشخص ومحور تفكيرة هو الصديق او الصديقة التي تعود عليها فتنقلب الظاهرة ادمانا وهذا يحدث بين الاصدقاء، الأحبة وحتى موجودا بين الأم وابنها
هل ظاهرة التعلق العاطفي هي ظاهرة صحية طبيعية يجب ان تحدث بنمو المشاعر بين الطرفين أم هي ظاهرة مرضية؟؟

بداية يجب ان نوضح مفهوم التعلق: أصل التعلق في اللغة من مادة " عَلِقَ "، يقال : علق به: أي نشب به. وكأنما قصدوا بقولهم تعلق : نشوب الحب بقلب المحب حتى لا يكاد يفارقه.

ويبدأ التعلق منذ مرحلة الطفولة والتعلق ظاهرة ضرورية بين الأم والطفل حيث ترتبط الأم بطلفها منذ ايام الحمل الأولى ويزداد هذا الارتباط مع اقتراب موعد والولادة وهذا الأمر طبيعي وهذا يبنبع من حرص الأم على تهيئة محيط عاطفي لا ستقبال المولود الجديد.

هنا التعلق هو عملية وثاق بيولوجي بين الأم والطفل ووفق هذا النموذج يسعى الطفل للتعلق بالأم أو حتى من يرعاه للحصول على الحنان المطلوب او رد فعل مريح ومفيد وتبدأ هذه العملية من الأسابيع الأولى للولادة وتستمر ذروتها إلى عمر مل بين 6-18 شهر.

ومن المهم هنا الاشارة أن فترة حمل الأم وما تتعرض له من ضغوط وصدمات تؤثر على العلاقة بينها وبين الوليد القادم فأما ان تزيد من ارتباطها بالمولود واما أن يقلل التوتر من ارتباطها بالطفل القادم ويؤثر ذلك سلبا على علاقته بالأم وشخصيته وتكوينه مستقبلا.

من هنا نسنتج ان التعلق ظاهرة طبيعية في حدودها الطبيعية نتشأ لدى الطفل تجاه الأم أو من يعمل على رعايته وهناك استراتيجيات للتعلق بين الطفل والأم وهي:

1- الطفل الآمن Secure Child: يعود الطفل إلى التقرب بسرعة عند رجوع الأم ويشعر بالسعادة.
2- الطفل المتجنب Avoidant Child : يكون أقل قلقاً عند الفراق ولا يبالي بعودة الأم وحتى بمن يتولى رعايته.
3- الطفل المتردد أو القلق أو المعارض Ambivalent, Anxious, or Resistant : يكون أكثر الأطفال كرباً وألماً عند الفراق وتظهر عليه علامات الغضب وسلوك التشبث عند رجوع الأم.
4- الطفل المضطرب والمشوش Disorganized – Disoriented : لا يمكن الحصول على أي سلوك واضح له عند الفراق من الأم والعودة لها.